الفصول الأخيرة: ليونيل ميسي .. النسخة الساخرة!
مطلع 2017، ذهاب دور الـ16 لكأس ملك إسبانيا، النتيجة تشير إلى تقدم أتلتيك بلباو 2-0 بعد شوط رديء من برشلونة، ركلة حرة في خمسينيات الشوط الثاني يسجلها ليونيل ميسي لتتحول النتيجة 2-1، هكذا تكلم قبل أن يعاود الصمت.
مباراة صعبة في ملعب فياريال ضمن منافسات الأسبوع السابع عشر لليغا، النتيجة تشير إلى تقدم فياريال 1-0، الكرة تُعاند، ميسي لا يزال صامتاً، ولكنه تكلم أخيراً في الدقيقة 90 بهدف التعادل من ركلة حرة ثانية.
الآية تنقلب في إياب الكأس، برشلونة يتقدم 2-0 وأتلتيك بلباو يقلص الفارق، تمر الدقائق حتى تشير إلى الثامنة والسبعين، ركلة حرة سيلعبها ميسي، وللمرة الثالثة على التوالي يفعلها، هكذا يسرق البرغوث أضواء العرض في ثلاث نتائج مختلفة:الخسارة-التعادل-الفوز.
فيديو: مرة جديدة ميسي يُنقذ برشلونة من ركلة حرّة!
مشاهد متكررة في أوقات مشابهة، مبالغين في الاحتفاء ومبالغين في التقليل، وساخرين من الطرفين! بالغوا أو قللوا، قارنوا أو ارفضوا، بأية حال شيء واحد فقط لا يمكن إنكاره: أننا جميعاً نتحدث الآن عنه!
هذه هي طبيعة ميسي التي شهدناها مؤخراً، كلما خسر شيئاً سخر منه بأبشع الوسائل الكروية، حين خسر كأس العالم 2014 أمام ألمانيا في مباراة تفوق خلالها جيروم بواتينغ عليه كثيراً وأضاع انفراداً بمرمى مانويل نوير، باتت تلك المشاهد تتضاءل أمام سقوط الأول الشهير ونظرة الثاني للكرة وهي تُحلق فوقه قبل سقوطها في شباكه، خلال مباراة ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال عام 2015 بين برشلونة وبايرن ميونيخ والتي انتهت لصالح البلوغرانا بثلاثية نظيفة.
حين خسر كوبا أمريكا أمام تشيلي وتسبب زميله آنذاك حارس المرمى كلاوديو برافو في تعقيد الطريق بينه وبين حلم معانقة اللقب مع الأرجنتين في 2015، مر عام آخر وأعاد برافو المشهد ذاته في 2016 قبل أن يرحل إلى صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي، وكالعادة يتم تصفية الحسابات في دوري الأبطال حيث راوغه مسجلاً الهدف الوحيد الذي تلقته شباكه قبل أن يتم طرده في مباراة الرباعية النظيفة.
حتى بيتر تشيك الذي طارده كثيراً كحارس لم يسجل في شباكه أبداً، دارت الأيام وخرج من وراء حصن تيري-كارفاليو إلى آرسنال ليحطم العقدة بهدفين في 2016. تبقت فقط مقولة أنه لم يسجل في مرمى تشيلسي والذي يقف في مرماه الآن حارس له تاريخ مع تعقيد ميسي أمام الشباك وهو البلجيكي تيبو كورتوا، فمن يدري ماذا تخبئ الأعوام القادمة بل وربما الموسم القادم..
الآن وبعد أن طوى صفحة خسارته لجائزة أفضل لاعب في العالم عن عام كان هدافه بـ51 هدفاً في جميع المسابقات، ها هو يفتتح عام 2017 بلا شيء سوى صناعة الفارق وفي لقطة واحدة، فلتلقوا جميعاً بما لديكم فهو سيأتي لسرقة الأضواء بالتدخل الحاسم، تلك المرة جاء بالطريقة ذاتها لـ3 مرات متتالية، ركلة حرة مباشرة لن يفعل الحارس أمامها شيئاً سوى مشاهدتها تسكن شباكه.
تبدو تلك الطريقة مطابقة تماماً لكيف طوى صفحة الكرة الذهبية أمام إسبانيول، حين أقصى من أذهان الناس جهداً وعملاً فنياً رائعاً من أندريس إنييستا قبل أن تصل إليه تلك الكرة الشهيرة لـ"يراقص موتاه" حسب تعبير المعلق الكبير علي سعيد الكعبي.
بطريقة أو بأخرى، ميسي اكتسب الجزء الأكبر مما كان ينقصه في نظر العديد خلال الأعوام الثلاثة الماضية: الشخصية.
بات الآن كل شيء حوله أكثر إثارة للجدل من ذي قبل، اكتسب نضجاً شخصياً وكروياً يزيد من التفاف الأنصار ومن أعدادهم، صار عارض المتعة الفعالة الأول في عالمنا الحالي بشهادة الخصوم ولا تزال مقارنته مع العصور السابقة مستمرة مهما كان الوقوف على معايير موحدة لعقد تلك المقارنات أمر شبه مستحيل.
كل شيء يفعله أو يحدث له جيد أو سيء، كل شيء يُقال عنه خيراً أو شراً، تهليلاً أو تقليلاً، لا يزيد تلك الهالة المحيطة به إلا تضخماً، مهما كانت الفصول المقبلة لتلك الرحلة، حافلة بالبطولات أو خالية منها، في برشلونة أو في أي مكان آخر، من المؤكد أنها ستكون مشوقة، فهي -شئنا أم أبينا- الفصول الأخيرة في مسيرة رجل ستبكيه الكرة لا محالة في ليلة اعتزاله.
مطلع 2017، ذهاب دور الـ16 لكأس ملك إسبانيا، النتيجة تشير إلى تقدم أتلتيك بلباو 2-0 بعد شوط رديء من برشلونة، ركلة حرة في خمسينيات الشوط الثاني يسجلها ليونيل ميسي لتتحول النتيجة 2-1، هكذا تكلم قبل أن يعاود الصمت.
مباراة صعبة في ملعب فياريال ضمن منافسات الأسبوع السابع عشر لليغا، النتيجة تشير إلى تقدم فياريال 1-0، الكرة تُعاند، ميسي لا يزال صامتاً، ولكنه تكلم أخيراً في الدقيقة 90 بهدف التعادل من ركلة حرة ثانية.
الآية تنقلب في إياب الكأس، برشلونة يتقدم 2-0 وأتلتيك بلباو يقلص الفارق، تمر الدقائق حتى تشير إلى الثامنة والسبعين، ركلة حرة سيلعبها ميسي، وللمرة الثالثة على التوالي يفعلها، هكذا يسرق البرغوث أضواء العرض في ثلاث نتائج مختلفة:الخسارة-التعادل-الفوز.
فيديو: مرة جديدة ميسي يُنقذ برشلونة من ركلة حرّة!
مشاهد متكررة في أوقات مشابهة، مبالغين في الاحتفاء ومبالغين في التقليل، وساخرين من الطرفين! بالغوا أو قللوا، قارنوا أو ارفضوا، بأية حال شيء واحد فقط لا يمكن إنكاره: أننا جميعاً نتحدث الآن عنه!
هذه هي طبيعة ميسي التي شهدناها مؤخراً، كلما خسر شيئاً سخر منه بأبشع الوسائل الكروية، حين خسر كأس العالم 2014 أمام ألمانيا في مباراة تفوق خلالها جيروم بواتينغ عليه كثيراً وأضاع انفراداً بمرمى مانويل نوير، باتت تلك المشاهد تتضاءل أمام سقوط الأول الشهير ونظرة الثاني للكرة وهي تُحلق فوقه قبل سقوطها في شباكه، خلال مباراة ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال عام 2015 بين برشلونة وبايرن ميونيخ والتي انتهت لصالح البلوغرانا بثلاثية نظيفة.
حين خسر كوبا أمريكا أمام تشيلي وتسبب زميله آنذاك حارس المرمى كلاوديو برافو في تعقيد الطريق بينه وبين حلم معانقة اللقب مع الأرجنتين في 2015، مر عام آخر وأعاد برافو المشهد ذاته في 2016 قبل أن يرحل إلى صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي، وكالعادة يتم تصفية الحسابات في دوري الأبطال حيث راوغه مسجلاً الهدف الوحيد الذي تلقته شباكه قبل أن يتم طرده في مباراة الرباعية النظيفة.
حتى بيتر تشيك الذي طارده كثيراً كحارس لم يسجل في شباكه أبداً، دارت الأيام وخرج من وراء حصن تيري-كارفاليو إلى آرسنال ليحطم العقدة بهدفين في 2016. تبقت فقط مقولة أنه لم يسجل في مرمى تشيلسي والذي يقف في مرماه الآن حارس له تاريخ مع تعقيد ميسي أمام الشباك وهو البلجيكي تيبو كورتوا، فمن يدري ماذا تخبئ الأعوام القادمة بل وربما الموسم القادم..
الآن وبعد أن طوى صفحة خسارته لجائزة أفضل لاعب في العالم عن عام كان هدافه بـ51 هدفاً في جميع المسابقات، ها هو يفتتح عام 2017 بلا شيء سوى صناعة الفارق وفي لقطة واحدة، فلتلقوا جميعاً بما لديكم فهو سيأتي لسرقة الأضواء بالتدخل الحاسم، تلك المرة جاء بالطريقة ذاتها لـ3 مرات متتالية، ركلة حرة مباشرة لن يفعل الحارس أمامها شيئاً سوى مشاهدتها تسكن شباكه.
تبدو تلك الطريقة مطابقة تماماً لكيف طوى صفحة الكرة الذهبية أمام إسبانيول، حين أقصى من أذهان الناس جهداً وعملاً فنياً رائعاً من أندريس إنييستا قبل أن تصل إليه تلك الكرة الشهيرة لـ"يراقص موتاه" حسب تعبير المعلق الكبير علي سعيد الكعبي.
بطريقة أو بأخرى، ميسي اكتسب الجزء الأكبر مما كان ينقصه في نظر العديد خلال الأعوام الثلاثة الماضية: .
بات الآن كل شيء حوله أكثر إثارة للجدل من ذي قبل، اكتسب نضجاً شخصياً وكروياً يزيد من التفاف الأنصار ومن أعدادهم، صار عارض المتعة الفعالة الأول في عالمنا الحالي بشهادة الخصوم ولا تزال مقارنته مع العصور السابقة مستمرة مهما كان الوقوف على معايير موحدة لعقد تلك المقارنات أمر شبه مستحيل.
كل شيء يفعله أو يحدث له جيد أو سيء، كل شيء يُقال عنه خيراً أو شراً، تهليلاً أو تقليلاً، لا يزيد تلك الهالة المحيطة به إلا تضخماً، مهما كانت الفصول المقبلة لتلك الرحلة، حافلة بالبطولات أو خالية منها، في برشلونة أو في أي مكان آخر، من المؤكد أنها ستكون مشوقة، فهي -شئنا أم أبينا- الفصول الأخيرة في مسيرة رجل ستبكيه الكرة لا محالة في ليلة اعتزاله.