أردواغن يضغط على هولندا نصرةً للإسلام والمهاجرين أم ورقة ضغط لتحقيق مكاسب لبلاده
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي قوله إن الجزء المتعلق بالمرور البري في اتفاق المهاجرين المبرم بين تركيا وأوروبا يجب إعادة النظر فيه، في إشارة إلى اتفاق أنقرة مع بروكسل على وقف تدفق المهاجرين إلى دول الاتحاد.
لوحت الحكومة التركية الاثنين بورقة الهجرة للضغط على أوروبا التي منعت بعض دولها إلقاء وزراء أتراك خطابات تروج للاستفتاء على تعديل الدستور أمام تجمعات للجالية التركية في الخارج.
وتأتي التهديدات التركية في أوج الأزمة مع هولندا الأكثر تشددا من بين الدول الأوروبية حيال الدعاية التركية لتعديلات دستورية توسع صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير تركي قوله الاثنين إنه ينبغي لتركيا أن تعيد النظر في جزء من اتفاقها لمنع وصول المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي في ظل خلاف متزايد بين الجانبين حول حظر على الخطب السياسية للوزراء الأتراك أثناء وجودهم في أوروبا.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي قوله إن الجزء المتعلق بالمرور البري في اتفاق المهاجرين المبرم بين تركيا وأوروبا يجب إعادة النظر فيه، في إشارة إلى اتفاق أنقرة مع بروكسل على وقف تدفق المهاجرين إلى دول الاتحاد.
ومن المتوقع أن يدرس مجلس الوزراء التركي الاثنين فرض عقوبات على هولندا وسط نزاع متزايد مع شريكتها في حلف شمال الأطلسي حول حظر يمنع الوزراء الأتراك من إلقاء خطب في فعاليات سياسية في روتردام.
وقال جليك إنه من المرجح أن يتخذ المجلس إجراءات عقابية.
وليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها أنقرة ورقة الهجرة للضغط على شركائها الأوروبيين وقد أثارت في السابق جدلا في الاتحاد الأوروبي ودفعت العديد من المسؤولين إلى تحذير بروكسل من الخضوع للابتزاز التركي والمساومة على مبادئ وقيم أوروبا.
أوروبا تحذر إردوغان
ووجه الاتحاد الأوروبي الاثنين تحذيرا إلى إردوغان دعاه فيه إلى تجنب التصريحات النارية المتعلقة بالأزمة الدبلوماسية بين تركيا وهولندا، بعد منع لاهاي وزيرين تركيين من القدوم إلى أراضيها للمشاركة في تجمعات مؤيدة للرئيس التركي.
واتهم إردوغان هولندا حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي، مرتين في نهاية الأسبوع الماضي باللجوء إلى ممارسات نازية، ما أثار استنكارا في بلد تعرض للقصف والاحتلال من قبل القوات الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية.
واعتبر رئيس الوزراء الهولندي الليبرالي مارك روتي الذي يواجه تحديا كبيرا من اليمين المتطرف في انتخابات حاسمة الأربعاء، أن تعليقات إردوغان غير مقبولة وعليه الاعتذار.
إلا أن روتي برأ الاثنين تركيا من محاولة التأثير على الانتخابات الهولندية وقال "لا اعتقد أنهم يريدون التدخل".
وأضاف "كما قلت لرئيس الوزراء التركي في تلك الليلة، إن تركيا بلد لديه عزة نفس وكذلك هي هولندا. لن نتفاوض أبدا في ظل التهديد"، متابعا "لذلك أوقفنا المحادثات وقلنا لوزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو إنه ليس مرحبا به السبت".
وكانت السلطات الهولندية منعت السبت طائرة تشاوش أوغلو من الهبوط للمشاركة في تجمع مؤيد لإردوغان ولم تسمح لوزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا بالمشاركة في تجمع انتخابي بمدينة روتردام.
وتسعى السلطات التركية إلى حشد دعم نحو 400 ألف شخص من أصول تركية يعيشون في هولندا قبيل الاستفتاء المرتقب في 16 ابريل/نيسان على تعديلات دستورية توسع سلطات الرئيس التركي.
واستدعت أنقرة لليوم الثالث على التوالي الاثنين القائم بأعمال السفارة الهولندية الذي سلمته وثيقتين احتجاجيتين بشأن تصرفات لاهاي.
أما هولندا، فأصدرت تحذيرا لمواطنيها في تركيا داعية إياهم "إلى التزام الحذر في أنحاء تركيا وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة."