web analytics
غير مصنف

رئاسة ترامب تقربنا نصف دقيقة من نهاية العالم.. “ساعة القيامة” يعاد ضبطها لأول مرة منذ عامين

بعد الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في عام 1947، قامت مجموعة من العلماء ببحث الدلالات والمؤشرات حول اقتراب العالم من كارثة كفيلة بتدميره.

بعد الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في عام 1947، قامت مجموعة من العلماء ببحث الدلالات والمؤشرات حول اقتراب العالم من كارثة كفيلة بتدميره.



وإثر ذلك، ابتكر علماء الذرة Bulletin Of the atomic Scientists في شيكاغو "ساعة  القيامة"، أداةً رمزية يشير عدها العكسي إلى انتهاء العالم.


مفهوم ساعة القيامة




أُعدت ساعة القيامة لتكون ساعة رمزية تعبر عن يوم واحد من عمر البشرية، تتأثر بالعوامل البيئية والأحداث السياسية المحيطة، وتَضبَط عقاربها لتبقى على منتصف الليل في ساعة اليوم الواحد، ما يبقى رمزياً على نهاية العالم في زمننا الحقيقي. 



ولأن التغيرات والتهديدات كثيرة ومتغيرة فإن ضبط عقارب الساعة يختلف من فترة إلى أخرى، وقد تراوحت بين 17 دقيقة عند انتهاء الحرب الباردة، ودقيقتين عندما صنعت الولايات المتحدة القنبلة الهيدروجينية.





ما هيالعوامل التي تؤثر في ضبط ساعة القيامة؟


التهديدات النووية




فجرت أول قنبلة نووية في 16 يوليو/تموز 1945 في صحراء ألاموغوردو في نيو ميكسيكو، الولايات المتحدة الأميركية. 



أهم ما أثبته هذا الاختبار هو أن شيئاً دائرياً بحجم الكف يمكنه أن يسبب انفجاراً يعادل انفجار مئات آلاف الأطنان من المواد المتفجرة المعروفة بــTNT. 



ومنذ حينها، أجريت أكثر من 2000 تجربة نووية، في أكثر من عشرة مواقع مختلفة في جميع أنحاء العالم، مثل روسيا/الاتحاد السوفييتي، وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وإسرائيل، والهند، والصين، وباكستان وكوريا الشمالية. 







doomsday clock

 

وتستخدم جميع الدول التي تمتلك أسلحة نووية هذه الأسلحة تهديداً بإحداث دمار شامل، يعده علماء الذرة خطراً مباشراً على الوجود البشري.


تغير المناخ


منذ تطور الصناعة المتزايد في الــ150 عاماً المنصرمة، استخرجت وحرقت مليارات الأطنان من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة. 



أطلقت هذه المواد الأحفورية غازات تحبس الحرارة، مثل ثاني أوكسيد الكربون وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية؛ ما يشكل تهديداً مناخياً مباشراً ينذر بنهاية العالم.


الأمن البيولوجي


كان يُعوَّل على الحفاظ على الأمن البيولوجي بموجب الاتفاق الذي وُقع عام 1975، الذي يحظر إنتاج الأسلحة البيولوجية أو تخزينها أو استعمالها. 



ولكن ما استحدث من المعارف العلمية والخبرة التقنية التي أخذت تظهر في علوم الحياة في السنوات الأخيرة زاد المخاوف فيما يتعلق بالأمن البيولوجي.


الإرهاب البيولوجي


في عام 1918، الذي هاجم فيه فيروس الإنفلونزا القاتل أكثر من ثلث سكان العالم، وخلال أشهر قتل أكثر من 50 مليون شخص، أي 3 أضعاف ضحايا الحرب العالمية الأولى، وكان ذلك بشكل أسرع من أي مرض آخر في التاريخ المسجل. 



بعد هذه الجائحة وظهور الإيبولا وزيكا، بات الخطر البيولوجي أشدّ وأكثر توقعاً لكن أقل احتمالاً لتجنبه! ويُعتقد أن الاختراقات في الهندسة الوراثية، ستسهل على الإرهابيين تخطيط هجمات على نطاق واسع.


التهديدات المتنوعة


بما في ذلك الحرب الفضائية والذكاء الاصطناعي.


المجلس الأميركي لنشرة علماء الذرة


المجلس الذي ابتكر ساعة القيامة يُنَظَّم دورياً ليجتمع ويتخذ قراراته، ويضم المجلس حالياً علماء في الذرة وعلماء في الفيزياء والبيئة من جميع أنحاء العالم، يتخذون مجتمعين قرار ضبط الساعة وتقديمها أو تأخيرها، وذلك بعد التشاور مع مجلس الرعاة ويضم 15 عالماً من الفائزين بجائزة نوبل.

 


سبع دقائق كانت تفصلنا عن نهاية العالم


في عام 1947، تم إعداد الساعة على أن سبع دقائق تفصلنا عن نهاية العالم، وقد تغير ذلك منذ حينها تبعاً للتغيرات المناخية والسياسية وأي عامل قد يكون مؤثراً مهماً في الكارثة المدمرة.



بعد عامَين، في عام 1949، قام السوفييت بأولى تجاربهم النووية ما جعل التهديد الكارثي أكبر، وتزايدَت التنبؤات بالخراب، فأعيد ضبط الساعة إلى ثلاث دقائق تفصلنا عن نهاية العالم. لكن ذلك لم يستمر كثيراً، ففي عام 1953 صنعت الولايات المتحدة القنبلة الهيدروجينية ومباشرةً أُعيدَ ضبط الساعة إلى دقيقتين فقط!





doomsday clock

 

واستمر ذلك لعشر سنوات خالية من التهديدات المؤثرة ومن الأحداث التي تنذر بوقوع الكارثة حتى عام 1963، حين انتهت التجارب النووية، واعتقد العلماء أن السلام ممكن حينها، وأن المخاطر الكبرى قد انتهت فأُعيدَ ضبط الساعة إلى 12 دقيقة، ما جعل نهاية العالم تبدو بعيدة جداً نسبةً لسوابقها.



لم تخب آمال العلماء بحالة السلام واستمرت الإيجابية حتى عام 1984، فتوترت العلاقات الأميركية-السوفيتية وبدون أي تدريج أو تمهيد ضُبِطَت الساعة على 3 دقائق معبرةً عن أن النزاع بين أعظم كيانَين في العالم حينها قد بدأ وأن الكارثة المدمرة قد تقع في أي لحظة خلال 3 دقائق برمزية ساعة القيامة.



يخبرنا التاريخ عن حالة العلاقات السوفيتية-الأميركية في تلك الأعوام، وكيف أدت إلى حرب باردة استمرت لأعوام حتى انتهت في عام 1991، ما أعاد ساعة يوم القيامة إلى 17 دقيقة بعيداً عن نهاية العالم، وكان هذا الضبط أعلى ما وصلت إليه منذ ابتكارها ومتابعتها!



وبالرغم من الهدوء الظاهر للاضطرابات السياسية والقتالية، إلا أن التغير المناخي والأسلحة النووية الحديثة وتشكيل الترسانات الضخمة لها عرّض الوجود البشري إلى خطر كبير ينذر بأن يُقضى عليه خلال 3 دقائق فقط، وهو آخر ضبط قبل حلول عام 2017.


إعادة الضبط في عام 2017




لربما من أهم أحداث عام 2017، هو تسلّم دونالد ترامب للرئاسة الأميركية وإدلاؤه بتصريحات مثيرة للقلق بخصوص الأسلحة النووية وتشكيكه بالإجماع العلمي على تغير المناخ. 



ويُعَدّ هذا الحدث عاملاً مهماً يُضاف إليه الشكوك حول مستقبل الاتفاق النووي مع إيران والتهديدات للأمن الإلكتروني وأمن المعلومات والإنترنت وتزايد انتشار أخبار وهمية.



دَعَت هذه العوامل مجموعة العلماء إلى تحريك ساعة القيامة بعد عامين من الجمود، وإعادة  ضبطها بتقريب عقاربها ثلاثين ثانية بعد أن كان التغيير يتم بدقائق كاملة؛ وهذا ما جعل نهاية العالم تبعد عنا دقيقتين ونصف الدقيقة فقط بحسب ساعة القيامة، التي لا تزال تتنبأ بالكارثة المدمرة منذ عام 1947.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...