web analytics

مفاجأة من العيار الثقيل.. وحيد حامد “لا أكره الإخوان.. وأرحب بهم جماعة دينية تأمر بالمعروف وتنهى عن

على الرغم من أن الإخوان كانوا فى «عز سطوتهم» أثناء حكم مبارك، فإننى تصديت لهم وعرضت الجزء الأول فى 2010، لكن بعد أشهر قليلة من العرض، اندلعت أحداث ثورة 25 يناير 2011، وتمكن الإخوان من فرض أنفسهم إلى أن استولوا على البلد رسميا بتولى محمد مرسى الحكم فى 2012، فكان أول قرار للوزير الإخوانى صلاح عبدالمقصود، عدم عرض «الجماعة» مرة أخرى وكأنه لم ينتج من الأساس، فأدركت حينها أننى إذا كتبت الجزء الثانى فلن يرى النور فى ظل حكم الإخوان لمصر.

• خصومتى مع الإخوان شريفة.. وتقصيت الحقيقة بالاعتماد على 5 مراجع فى كل واقعة حتى يكون المسلسل وثيقة يمكن الرجوع اليها

• لن أسمح بالتجرؤ والتشكيك فى كتاباتى بالباطل.. ومن يختلف معى يلجأ للقضاء

• سيد قطب كان ناصريًا ثم ملحدًا ثم ماسونيًا قبل أن يتحول إلى داعية متشدد.. ولم يسجن أو يعذب لصداقته بعبدالناصر

• مفكر الإخوان كان مريضًا نفسيًا بسبب إصابته بداء «السل» وعدم وسامته ولأنه كان أديبًا متوسط القيمة فى زمن العمالقة

• قابلت شخصيات عاصرت زينب الغزالى فى السجن وجميعهم أقسموا بأنها «كاذبة».. وفى الجزء الثالث أكشف دورها فى قضية الفنية العسكرية

• الإخوان باعوا الملك وكانوا أصدقاء للضباط الأحرار وداعمين لهم فى ثورة 52.. والصراع بدأ عندما أراد «الهضيبى» حكم مصر من وراء الستار

• أكشف فى الجزء الثانى مطامع وخدع الجماعة وسر اتصالهم بالأمريكان والإنجليز

• إذا أعطانى الله العمر فسوف أكتب الجزء الثالث بداية من عصر السادات وحتى يومنا هذا

• أهملت كتابة الجزء الثانى حتى ثورة 30 يونيو لأننى أدركت أنه لن يرى النور فى ظل حكم الإخوان

• «الإخوان» هى الغراب الذى سرق ثورة يناير.. ووصلت للحكم بتضليلها للشعب بمساعدة الشباب الذين «عاموا على عومها»

• التيار السلفى ممول بالكامل من السعودية وقطر.. وتوسعه سيؤدى إلى حرب أهلية فى مصر لأنه يقسم المجتمع إلى مؤمن وكافر

• الدول العربية تنظر للفنانين باعتبارهم صناع تسلية.. ومصر قادمة على مرحلة عقم فى الكتابة بسبب «الورشة»

 



بعد 7 سنوات من عرض مسلسل «الجماعة» الذى تناول نشأة الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا، يعود الكاتب الكبير وحيد حامد، بجزء جديد يرصد فيه فترة المرشد الثانى للجماعة حسن الهضيبى، وهى التى أشار إليها الرئيس الإخوانى محمد مرسى، فى أول خطاباته بقوله: «الستينيات وما أدراك ما الستينيات» قبل إسقاطة بثورة 30 يونيو.



فى هذا الحوار الذى أجرته الشروق منذ أربعة أيام، يكشف الكاتب وحيد حامد لـ«الشروق»، العديد من أحداث الجزء الثانى، بداية من علاقة الإخوان بالضباط الأحرار فى ثورة 52، وحتى محاكمات تنظيم 1965، وما بين ذلك من أحداث تتعلق بالمفكر الإخوانى سيد قطب، وزينب الغزالى، وغيرها من الأحداث المثيرة التى يتناولها المسلسل، كما يكشف فى الحوار أيضا عن موقفه من الإخوان فى الواقع، وعن تأثر سرده للتاريخ بخصومته معهم..



• لماذا تأجل قرار «الجماعة 2» من 2010 إلى 2017؟



ــ على الرغم من أن الإخوان كانوا فى «عز سطوتهم» أثناء حكم مبارك، فإننى تصديت لهم وعرضت الجزء الأول فى 2010، لكن بعد أشهر قليلة من العرض، اندلعت أحداث ثورة 25 يناير 2011، وتمكن الإخوان من فرض أنفسهم إلى أن استولوا على البلد رسميا بتولى محمد مرسى الحكم فى 2012، فكان أول قرار للوزير الإخوانى صلاح عبدالمقصود، عدم عرض «الجماعة» مرة أخرى وكأنه لم ينتج من الأساس، فأدركت حينها أننى إذا كتبت الجزء الثانى فلن يرى النور فى ظل حكم الإخوان لمصر.

وعندما رحل الإخوان عن الحكم بثورة 30 يونيو، شرعت فى كتابة الجزء الثانى، ولكنه أخذ وقتا حتى خرج للنور لأنه احتاج إلى جهد غير عادى، حتى يكون وثيقة حقيقية يمكن أن يرجع اليها من يريد التعرف على تاريخ الجماعة.



وبعيدا عن السيناريو، كانت هناك رحلة البحث عن منتج يتحمس لمسلسل يحمل رسالة وليس ترفيهيا، وتصل ميزانيته إلى نحو 80 مليون جنيه، وبالتالى كان وجود منتج مسألة صعبة، لأن جميعنا يعرف أن المنتج فى النهاية تاجر، والفلوس هى التى تتحدث وتصنع القرار، يضاف إلى ذلك أن هذا المسلسل تحديدا تهدده المخاوف، لأن هناك دولا عربية لن تشتريه نفاقا للإخوان، أو لأنها إخوان بالفعل.



• «الستينيات وما أدراك ما الستينيات».. جملة قالها محمد مرسى بعد وصوله للرئاسة.. كيف رصدت العلاقة بين عبدالناصر والإخوان، وهل التاريخ أعاد نفسه فى 30 يونيو؟



ــ الجزء الثانى يجيب عن عدد من التساؤلات: من هو سيد قطب؟ ومن هو حسن الهضيبى؟ ومن هى زينب الغزالى؟ وما هى مطامع الجماعة؟ وما هى الخدع التى مارستها الجماعة؟ وما هو منهج الجماعة؟ وما هو سر اتصالهم بالأمريكان والإنجليز؟ وتنتهى أحداثه باكتشاف تنظيم 65 والمحاكمات عام 1966.



ومن خلال أحداث الجزء الثانى، نستطيع أن نجزم بأن التاريخ تقريبا أعاد نفسه، كنت أحضر المونتاج وأشاهد حلقات الجزء الثانى قبل عرضها، ورأيت مشاهد قديمة تكررت مرة أخرى وكأننا نعيشها الآن.



والعلاقة بين عبدالناصر والإخوان يوضحها الجزء الثانى بالكامل، فقيادات الجماعة كانوا أصدقاء الضباط الأحرار، ولكن الصراع والخلاف بدأ عندما أراد كل منهما أن يكون فوق الآخر.



فالإخوان باعوا الملك كعادتهم، وساندوا ثورة 52، ظنا منهم أن من قاموا بها ضباط صغار السن، سيتمكنون منهم، وحسن الهضيبى كان يعتقد أنه سيحكم مصر من الظل، وأن هؤلاء الضباط سيكونون مثل عرائس ماريونت يحركهم بالخيوط كما يشاء، لكن هذا لم يحدث.



• يعرف الكثير أن المتشددين من الإخوان ينتمون إلى التيار القطبى نسبة إلى سيد قطب الذى تدور أحداث الجزء الثانى حوله.. كيف تناولت هذه الشخصية الجدلية؟



ــ هذا الجزء من المسلسل يستهدف جيل الشباب الذى يسمع عن سيد قطب ولا يعرفه، فنحن نقول من هو سيد قطب بالتحديد، كيف كان ناصريا، ثم ملحدا، ثم ماسونيا، وكيف تحول بعد ذلك إلى داعية إسلامى متشدد.



وسيد قطب فى تحليلى الشخصى وآخرين، لم يكن شخصية سوية، فهذا الرجل كان يجب أن يخضع للعلاج النفسى، بسبب مرضه بداء «السل»، ولأنه لم يكن وسيما، ولأنه أيضا كان أديبا متوسط القيمة فى زمن العمالقة كالعقاد وطه حسين، لكن الإخوان فى النهاية هى التى صنعت نجوميته.



والجزء الثانى يكشف أيضا، أن سيد قطب لم يعذب على الإطلاق، وأنه قضى مدة سجنه بالكامل فى مستشفى سجن طرة، وكل 6 أشهر كان ينقل إلى مستشفى القصر العينى، وبالتالى هو لم يسجن ولم يعذب، وكان ذلك بتوصيه من الرئيس جمال عبدالناصر لأنهما كانا صديقين.



• وكيف تظهر شخصية زينب الغزالى فى الأحداث خاصة فترة سجنها فى تنظيم 65؟



ــ أجاب متسائلا: هل تعلم أن السيدة زينب الغزالى التى كان لها دور خطير جدا مع الإخوان، ولم تسجن إلا فى تنظيم 65؟

وتابع: على الرغم من أن أحدا لا يستطيع إنكار أن هذا التنظيم تعرض للتعذيب، ولكنه أبدا ليس بالدرجة التى صورتها فى كتابها، عندما قالت أنهم أطلقوا عليها جيوشا من الفئران ولم يكن ذلك واقعيا بالمرة، لأنى قابلت شخصيات عاصروها فى السجن، ليس لديهم مصلحة فى أن يكذبوا، وأقسموا لى أن هذه السيدة كانت كاذبة.



وفى الجزء الثالث، سيتم الكشف عن تفاصيل أكثر عن دور هذه السيدة فى خدمة الإخوان، وتحديدا فى قضية الفنية العسكرية، عندما جاء شخص فلسطينى يسمى «صالح سرية» أقام فى بيتها مع زوجته و9 من أبنائه 3 شهور، ليرتب لحادث الفنية العسكرية الذى كان يستهدف الانقلاب على السادات، بالاستيلاء على الفنية العسكرية.



• كيف تستعد لمواجهة تشكيك الاخوان فيما يتناوله الجزء الثانى من أحداث كما فعلوا مع الجزء الأول؟



ــ المسلسل قائم على وثائق ومراجع، وأهم هذه المراجع ما كتبه الاخوان أنفسهم، وكما فعلت فى الجزء الأول سأقولها ثانية: «اذا رأى شخص أى خطأ فى المسلسل، فالقضاء موجود.. وليحرك قضية ويأخذ حقه بالقانون».



إنما فى الوقت نفسه، لن أسمح لأحد أن يتجرأ على ما كتبته بالباطل، فيقول هذا من خيال المؤلف ولم يحدث، وليعلم الجميع أن لدى الوثائق التى تثبت كل واقعة فى المسلسل.



وتقصيت الحقيقة، فكنت أستعين بـ5 مراجع فى القصة الواحدة لأقرأ ماذا قيل فى نفس القصة، وآخذ بالأغلبية فى النهاية، واذا تساوت الآراء أعمل عقلى.



والجميل فى الجزء الثانى من المسلسل أنه يتناول فترة زمنية قريبة جدا، فأحداثه تبدأ عام 1949 وتنتهى عام 1966، وهذا معناه أن هناك أشخاصا يعيشون بيننا عاصروا أحداث المسلسل، ويستطيعون أن يقولوا ماذا حدث.



• بعد عرض الجزء الأول قال الإخوان أن المسلسل خدم الجماعة لأنه أدخل فكرهم بيوت المصريين.. هل وصولهم للحكم بعد عرضه يعنى أن المسلسل جاء بنتائج عكسية؟



ــ قاطعنى قائلا: هذه ألاعيب ومقولات إخوانية، قالوا ذلك بعد عرض الجزء الأول بمنطق إنكار الضربة التى تلقتها الجماعة، وهم أيضا يرددون الآن أن الجزء الثانى سيكون فى صالحهم، بنفس المنطق.



ولكن إذا كان هذا العمل بالفعل فى صالح الإخوان، فلماذا غضبوا منه، ووجهوا له الشتائم، وحاربوا مؤلفه، ومنعوا عرضه عندما وصلوا للحكم.



والأهم من كلام الإخوان عندى، أن الشعب المصرى بالكامل تذكر الجزء الأول من «الجماعة» وقال «وحيد حامد كان صح» عندما حكمه الإخوان فى عام 2012.



• ولكن كل ذلك لا ينفى حقيقة أنهم بالفعل وصلوا للحكم بعد عرض المسلسل؟



ــ الانتخابات التى جرت بعد ثورة يناير كانت «انتخابات عبثية»، ولم أكن مؤمن بها، بدليل أننى حتى هذه اللحظة لا أعرف من فاز بانتخابات الرئاسة.



والشعب المصرى بالكامل تم تضليله وخداعه، من الإخوان، ومن الشباب الذين «عاموا على عومهم»، وصدقوا أن هذه ثورة، ولم ينتبهوا إلى أن الإخوان هم الغراب الذى سرقها وطار بها منذ اللحظة الأولى، حتى قبل أن تنتهى الـ18 يوما الأولى، بعد أن تم توجيه شباب الثورة المخلص وتضليله بمنطق «بص العصفورة».



والإخوان وصلوا إلى الحكم، لأنهم دخلوا فى حلف مع السلفيين، فى لحظة كان المواطن «قرفان» من نظام الحكم، ورأى أن الاخوان «ناس طيبين»، فمنحهم صوته.



لكن فى النهاية لم يصح إلا الصحيح، والإخوان لم يصمدوا الا عاما واحدا، وكان إحساسى من البداية أنهم لن يعمروا فى الحكم، ويؤكد حديثى أننى ظهرت فى إحدى الفضائيات أثناء حكم محمد مرسى وقلت يجب أن نقول عليه «الحاج محمد مرسى» وليس «الرئيس محمد مرسى».



• يعرف عن وحيد حامد أنه فى خصومة مع الإخوان.. كيف يمكن للكاتب أن يكون منصفا فى سرد التاريخ وهو يكره من يكتب عنهم؟



ــ الكراهية مرفوضة تماما، فأنا لا أعرف الكراهية حتى لإعدائى، وبالتالى أنا لست بكاره للإخوان المسلمين، ولا أتجنى عليهم أو أرميهم بالباطل، إنما أختلف معهم فى فكرهم وأهدافهم.



ولمن لا يعلم، لدى أصدقاء من جماعة الإخوان، كان عصام العريان يأتى ليجلس معى، وعلاقتى طيبة بالأستاذ عبدالمنعم أبو الفتوح، وعندما كنت مريضا بألمانيا كان زعماء الإخوان يسألون عنى.



فأنا أعتبر نفسى فى خصومة شريفة مع الإخوان، فأنا أختلف معهم فكريا، لأنى من أنصار الدولة المدنية، أدافع عنها، وأرفض الدولة الدينية.



وأقول للإخوان المسلمين أهلا بكم «دعوة دينية»، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لكن لا تكون دعوة سياسية.



• هل تقصد«أهلا بالاخوان» المصالحة معهم؟



ــ أعوذ بالله.. أنا لا أقصد ذلك على الإطلاق، وهناك جملة فى الجزء الثانى صريحة جدا تأتى على لسان جمال عبدالناصر موجهه لأنور السادات، تقول: «اللى بيتكلم عن الصلح مع الإخوان يبقى خاين».



وما أقصده أن الإخوانى مواطن مصرى، إذا قبل أن يعيش كمواطن له ما لنا من حقوق وعليه ما علينا من واجبات، أهلا به، لكن لا يعطى لنفسه صفه أخرى.



وبالمناسبة هذا حاصل بالفعل حاليا، هناك عناصر كثيرة من جماعة الإخوان تعيش بيننا ولا أحد يؤذيهم، وتجارتهم قائمة، ليس هذا فقط، بل أن نصف موظفين الدولة إخوان.



• كيف يكون مواطن دون أن يكون له الحق فى ممارسة حقه السياسى بالوصول إلى الحكم؟



ــ لن يمنعه أحد من ممارسة حقه السياسى، ولكن إذا وصل للحكم عليه أن يحفاظ على دستور الدولة المدنية، فلا يأتى فى يوم وليلة ليقول أن الدولة أصبحت إسلامية. ثم إن لدينا تجربة مرسى، فهو ترشح ونجح وحكم وفشل، فلم يمنعه أحد، ولكنه الذى «خاب».



• قلت فى بداية الحوار أن الجزء الأول عرض فى عز سطوة الإخوان.. كيف تقيم حال الجماعة وأنت تعرض الجزء الثانى؟



جماعة الإخوان لم تمت، بدليل أنه لم يمر شهر على تفجير الكنيستين فى طنطا والاسكندرية، ولم تمر أيام على تكفيرهم للمسيحيين، والمعارك لا تزال مستمرة فى شمال سيناء حتى الآن.



فالإخوان كيان تم تأسيسه قبل 80 عاما، ولا أكون كاذبا إذا قلت أن لديه ميزانية ربما تفوق ميزانية جمهورية مصر العربية فى الوقت الحالى، فمصر حاليا دولة منهكة اقتصاديا، عكس «الإخوان» لديهم منابع تضخ عليهم الأموال، ولديهم مشاريع تجارية لا تكف عن إمدادهم بالمال والسلاح، فجماعة الإخوان لا تزال فى وضع قوى جدا، على الرغم من حرب الدولة عليها.



فالأجهزة الأمنية اكتشفت بعض الرءوس فقط، لكن الخلايا النائمة هى التى تهاجم الكمائن وتحرق وتفجر، وتدمر البلد، فلا زال الوقت مبكرا حتى يمكننا القول بأن جماعة الإخوان قد ماتت أو انتهت.



وبمناسبة التدمير، أود الإشارة إلى أن اهتمام الدولة بالحرب على الإخوان وترك السلفيين يتوسعوا بهذا الشكل الذى هم عليه الآن، هو أشبه بالمثل الشعبى الذى يقول: «خدنا بالنا من الحية، لكن معملناش حساب العقربة»، وهذا أثره سيكون بالغ الخطورة، لأن السلفيين سيكونون سببا فى اندلاع حرب أهليه بمصر بتقسيمهم المجتمع المصرى لكافر وآخر مؤمن.



فهم يظهرون غير ما يبطنون، يرفعون علم الدين، ولكن ما بداخلهم أنهم يريدون إقامة دولة سلفية، كأنها جزء من السعودية، وأستطيع أن أقول بأن التيار السلفى ممول بالكامل من السعودية وقطر، والجميع يعرف لكن لا أحد يتكلم.



• لماذا اخترت التوقف بأحداث الجزء الثانى عند حقبة الستينيات على الرغم من أن البعض كان ينتظر وصول الأحداث إلى 30 يونيو 2013؟



ــ المسلسل المكون من أجزاء يشبه بناء عمارة من 30 طابق، ليس ممكنا بناء الأدوار الأولى، ثم تنتقل لبناء الأدوار العليا، وتترك فراغا فى الوسط. نفس الأمر بالنسبة للمسلسل، لا يمكن اقتطاع جزء من التاريخ، فأحداث هذا الجزء تنتهى عام 1966، بعد كشف تنظيم 1965 والمحاكمات التى تمت بعدها، بعد أن تناول الجزء الأول تاريخ نشأة الجماعة.



وإذا كان فى العمر بقية، سيكون هناك جزء ثالث للمسلسل يبدأ بعصر «السادات» وحتى يومنا هذا، وهذا المشروع سيكتمل حتى إذا لم يكتبه وحيد حامد، لأن هناك كتاب شباب كثر بعضهم من تلامذتى قادرون على كتابة الجزء الثالث بنفس المستوى وربما أفضل.



• إذا نظرنا لأعمالك ومنها «طيور الظلام» و«دم الغزال» سنكتشف أنها قدمت قراءة مسبقة لما يحدث بالواقع.. لماذا لا تستفيد الأنظمة فى مصر من الرؤية التى يطرحها الفن؟



ــ ربما يحدث ذلك فى الدول المتقدمة مثل أوربا وأمريكا وروسيا، لكن فى مصر والعالم العربى لا تزال النظرة إلى الأعمال الفنية بأنها للتسلية فقط، وينظرون للقائمين عليها باعتبارهم صناع تسلية، ويعتقد أولو الأمر أنهم فقط أصحاب العقل الراجح والرؤية الصائبة، وأنهم دائما هم من يقولون الصواب.



إنما فى واقع الأمر، الفنون لها دور كبير جدا فى بناء المواطن وبناء المجتمع، ويوم أن تؤمن الدول العربية بدور الفن سيتغير حالنا.



وهذا لا يعنى أن الكاتب يقرأ المستقبل، لأنه لا يعلم الغيب الا الله، ولكنه يقدم استنتاجات صائبة لقراءة وتحليل الواقع، فأنا على سبيل المثال أؤمن بالقاعدة المعروفة التى تقول «السؤال الصحيح يأت بالإجابة الصحيحة»، والدولة المصرية لا تسأل نفسها الأسئلة الصحيحة ولذلك لا تصل للإجابات الصحيحة.



• أخيرا.. هناك شكوى دائمة من عدم توافر سيناريوهات جيدة تواكب الطفرة التى تشهدها الصورة والإخراج.. هل مصر عقمت ولم تعد قادرة على إنجاب كتاب يحملون الراية؟



ــ مهنة الكتابة تندرج تحت بند مهم جدا وهو «العشق»، أو الحب المطلق، والكتابة أيضا تحتاج إلى إخلاص من الكاتب وأن يعتبرها أهم شىء، لذلك تجد الإنسان يشعر بالمتعة عندما يمارس الكتابة وأن عمره يمتد.



والكتابة ليست فعلا «شيطانيا»، فالكاتب ربنا يعطيه نعمة الموهبة ولكنها غير كافية، فلكى تكتب يجب أن تؤهل نفسك بالدخول إلى عالم المعرفة الواسع الذى لا ينتهى، ودراسة الأدب والتاريخ والطب والهندسة، إلى جانب التجربة الحياتية، بأن تعايش الناس لتعرف كيف يتكلمون ويعيشون ويتصرفون، الأمين والخائن والمخلص كل هذه شخصيات موجودة فى المجتمع.



كما لابد أن يكون للكاتب رؤية وموقف واحد لا يتغير حتى إذا كان خاطئ، ويوم أن يكتشف أنه أخطأ يعتذر ويغير فكره، وهناك فقرة عظيمة فى قانون حق المؤلف تقول: «من حق المؤلف أن يسحب مصنفه الفنى إذا غير فكره»، فنحن لسنا ملائكة ولا نكتب قرآنا.



ولم يعد خافيا على أحد أن الكتابة فى مصر تواجه خطرا كبيرا جدا، والمرحلة القادمة ستشهد حالة عقم كبيرة، لأن المتبع حاليا فى كتابة الأفلام والمسلسلات، نظام «الورشة»، يشترك 5 أو أكثر فى كتابة نص واحد، وهذه عملية غير مجدية على الإطلاق، لا تصنع كاتبا، ولا تصنع فنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...