web analytics
غير مصنف

هكذا سخر السفير الإماراتي من الرئيس الأميركي

انتقد يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، والصديق المُقرَّب للمستشار البارز في البيت الأبيض جاريد كوشنر، مِراراً الرئيس دونالد ترامب في مراسلات بريد إلكتروني خاصة العام الماضي، 2016 -بما في ذلك مع مسؤولين موالين للرئيس السابق باراك أوباما- حصل عليها موقع هاف بوست، النسخة الأميركية.

انتقد يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، والصديق المُقرَّب للمستشار البارز في البيت الأبيض جاريد كوشنر، مِراراً الرئيس دونالد ترامب في مراسلات بريد إلكتروني خاصة العام الماضي، 2016 -بما في ذلك مع مسؤولين موالين للرئيس السابق باراك أوباما- حصل عليها موقع هاف بوست، النسخة الأميركية.



ويلعب العتيبة، أحد أقوى الدبلوماسيين في واشنطن، دوراً في أزمةٍ إقليمية واضحة مُتركِّزة على الدولة الشريكة للولايات المتحدة، قطر التي تستضيف أكبر القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة. وقد صعَّدت الإمارات وثلاث دولٍ أخرى متحالفة مع الولايات المتحدة نزاعاً محتدماً مع قطر، مساء الأحد، 5 يونيو/حزيران، حينما قطعت تلك الدول العلاقات الدبلوماسية والنقل مع الدولة الخليجية على خلفية دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، ومساعدتها المزعومة لمُسلَّحين مدعومين إيرانياً في أنحاء المنطقة.



ولم تتخذ إدارة ترامب موقفاً رسمياً من المسألة. ويتفق الكثيرون ضمن فلك ترامب مع الإمارات على الحاجة لمحاربة القوى التي تدعمها قطر في المنطقة، وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين. وكانت الإمارات قد صنَّفت الجماعة تنظيماً إرهابياً، ودفعت الولايات المتحدة كي تفعل الشيء نفسه، وهي خطوة يقول الباحثون في مكافحة الإرهاب إنَّها قد تكون مثيرةً للجدل ومحفوفة بالمخاطر.



وتُهدِّد رسائل البريد الإلكتروني المُسرَّبة، التي تُظهِر تعليقات العتيبة في أثناء الحملة التي استمرت لسنةٍ من أجل تشويه سمعة قطر في واشنطن، آمال الإمارات في الحصول على مباركةٍ أميركية لحملة الضغط التي تقوم بها ضد القطريين. 



فالرئيس ترامب معروفٌ بحساسيته للنقد: فقد منع الأشخاص الذين انتقدوه علناً من دخول فريقه (بما في ذلك المستشار الجمهوري إليوت أبرامز، وهو زميلٌ مُتشكِّكٌ في قطر وصديقٌ للعتيبة) ويبدو أنَّه غير قادر على تجاوز الإهانات حتى بعد سنواتٍ على حدوثها. 



ويبدو أنَّ إدارته قد رفضت بالفعل الانحياز إلى طرفٍ بعينه. فقد أكَّد مسؤولون كبار، مثل وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس، على أهمية تسوية الخلاف.



وادَّعى المُسرِّب أو المُسرِّبون الذين تشاركوا الرسائل مع موقع هاف بوست أنَّهم أرادوا كشف الطبيعية ذات الوجهين للسياسة الخارجية الإماراتية. ونفى المصدر أن تكون له ارتباطاتٍ بقطر. وتأكَّد موقع هاف بوست بشكلٍ مستقلٍ من صحة الرسائل.



وبالنظر إليها معاً، تُبرِز الرسائل هشاشة العلاقات بين ترامب والعرب الحلفاء للولايات المتحدة، وهم الذين كانوا أكبر معجبيه في المجتمع الدولي.



ففي الساعة 9:12 مساءً ليلة الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومع تزايد احتمالات فوز ترامب بصورةٍ كبيرة، كتب روب مالي، كبير مسؤولي الشرق الأوسط في إدارة أوباما، للعتيبة:



"ألديك مكانٌ لي في أبوظبي؟"، مشيراً بذلك إلى العاصمة الإماراتية.



ورد العتيبة: "إنَّ هذا ليس مُسلِّياً. كيف/لماذا يحدث هذا؟ على أي كوكبٍ يمكن أن يكون ترامب رئيساً؟".



وأظهرت رسائل بريد إلكتروني سابقة، جرى الكشف عنها في نفس موجة التسريبات هذه وهو يسعى على ما يبدو إلى مساعدة مالية في تأمين معلوماتٍ حول نتائج الانتخابات، قبل أن تكون علنية. فكتب العتيبة في الساعة 5:53 مساءً: "هل تتلقون يا رفاق معلوماتٍ مُتقدِّمة من التصويت؟ أم أنَّ الجميع يشاهدون كل شيءٍ في الوقت نفسه؟".



فرد مالي في الساعة 6:11 مساءً: "لن تود أن تعرف!".



وبدا العتيبة أكثر رفضاً لترامب في رسائل بريدٍ إلكتروني متبادلة في وقتٍ سابق من عام 2016 بين السفير والصحفية بشبكة فوكس نيوز جوديث ميلر.



فكتب السفير لجوديث، الصحفية السابقة في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في 9 مايو/أيار 2016، على ما يبدو بعدما أرسلت له تغريدةً من حساب أحد كاشفي الخبايا السعوديين الذي يبدو أنَّه قلَّل من رئيس العتيبة، ولي عهد الإمارات محمد بن زايد.



وقال العتيبة: "إنَّ الدقائق السبع التي قضيتُها في قراءة هذا تعادل سبع دقائق من مشاهدة دونالد ترامب. (فكلاهما) مضيعةٌ للوقت!".



وسخر السفير من ترامب، الذي كان حينها لا يزال مُرشَّحاً رئاسياً، في محادثةٍ مع كريس شرويدر، وهو رائد أعمالٍ عمِل مع الرئيس جورج بوش الابن. ففي محادثةٍ جرت، في 26 يناير/كانون الثاني 2016، حول مؤتمراتٍ مختلفة عُقِدَت في الإمارات والولايات المتحدة، كتب العتيبة: "إنَّ مؤتمر الحكومة أمرٌ مهم. وبتعبير ترامب، إنَّه ضخم!". (مُستخدِماً طريقة شهيرة اعتاد ترامب على نُطق كلمة ضخم بها).



وقال شرويدر في بريدٍ إلكتروني لموقع هاف بوست الجمعة، 2 يونيو/حزيران: "تبدو مزحةً عادية للغاية لأنَّنا أصدقاء"، مُضيفاً أنَّه لا يتذكَّر هذه المحادثة.



ورفض مالي وميلر التعليق على الموضوع.



وتُظهِر رسائل البريد الإلكتروني مدى ضآلة ما فعله ترامب قبل الانتخابات للفوز بثقةٍ عالمية، وتلقي بظلالٍ من الشك على قدرة الرئيس على أن يكون وسيطاً في الخلافات الحالية بين شركاء محوريين للولايات المتحدة. 



وقال هنري باركي، المسؤول السابق في وزارة الخارجية، ويعمل الآن في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين في العاصمة واشنطن، لهاف بوست في بريدٍ إلكتروني الإثنين، 5 يونيو/حزيران، إنَّ الصراع الإماراتي القطري بأكمله يُظهِر أنَّ الرئيس لا يزال أمامه الكثير ليقوم به من أجل تحقيق هدفه في توحيد المجتمع العالمي العالمي المسلم حول أهدافه. وقال باركي: "إنَّ حدوث هذا الصراع بعد زيارة ترامب التي يجري الترويج لها كثيراً إلى المنطقة يُظهِر كم كانت إنجازاته سطحية".



ولم يستجب العتيبة لدعوات عديدة من هاف بوست، من أجل التعليق على الرسائل المُسرَّبة.



ويُظهِر تفريغ محتوى رسائل البريد الإلكتروني مستوى الارتباط بين العتيبة وإدارة أوباما، وذلك على الرغم من ادِّعاءات السفير العلنية بأنَّ إدارة أوباما كانت فاشِلة في قيادة الشرق الأوسط. وتتضمَّن محادثاتٍ متعددة بين السفير وآخر مستشاري أوباما للأمن القومي، سوزان رايس، تنتقد رايس في بعضها نائب الرئيس أوباما، جو بايدن، على خلفية تعليقاته حول أنَّ بلدان شريكة للولايات المتحدة، مثل الإمارات، والسعودية، وتركيا، تُمكِّن التطرُّف العنيف. 



وحينما أرسل العتيبة ملاحظةً على خطابٍ ألقاه بايدن حول المسألة، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2014، ردَّت رايس بالقول: "لم أرَ ذلك قبل أن تذكره. ليس جيداً. سيُصدِر مكتب نائب الرئيس بياناً يُوضِّح الأمر. شكراً".



وتحدَّث مالي ورايس والعتيبة صراحةً عن قضايا أثارت قلقهم. وكثيراً ما سعى السفير إلى مساعدة رايس في إقامة تواصلٍ بين رئيسه (محمد بن زايد)، وبين الرئيس باراك أوباما.

ورفض مُتحدِّثٌ باسم رايس التعليق.



وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، كتب مالي إلى العتيبة يُحذِّره من أنَّ التشكُّك بين القادة والمجتمعات الغربية بشأن السعودية، وهي حليفٌ مهم لكلٍّ من الولايات المتحدة والإمارات، قد وصل إلى مستوياتٍ لافِتة.



وكتب أنَّه قد شاهد مؤخراً المناظرة التمهيدية لمُرشَّحي حزب يمين الوسط الفرنسي في الانتخابات الرئاسية.



وتشير الرسائل إلى أنَّ العتيبة ومالي قد بقيا على اتصالٍ، حتى مارس/آذار 2017، على الأقل. وبحسب الخطط المتبادلة في رسائلهما، يبدو أنَّ الثنائي قد تناولا العشاء معاً، في 8 فبراير/شباط، وفي أواخر فبراير/شباط، وقد أرسل السفير استعرضاً للعلاقات الإماراتية الأميركية في ظل إدارة ترامب. وكتب: "إنَّنا جيدون. لقد قام ماتيس للتو بزيارةٍ ممتازة إلى أبوظبي. وسيأتي (الأمير عبد الله بن زايد) في منتصف مارس/آذار".



وفي نفس المحادثة، شكا السفير من مقالٍ كتبه مالي بالاشتراك مع الأستاذ بجامعة جورج واشنطن مارك لينش عن ترامب. وكتب العتيبة: "كان بإمكانك حقاً أن تقوم بأفضل من هذا كثيراً، حتى ولو كان موضوعاً عن ترامب".

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...