web analytics

هل تلجأ مصر للغاز الإيراني وتترك الإسرائيلي؟

مصر بحاجة ماسة الى الغاز الإسرائيلي، لكنها في كل الاحوال لن تتخلى عن التوسع في الاستكشافات الجديدة، لكن السؤال الذي بات يطرح نفسه، هل تتجه مصر الى الغاز الإيراني؟

خبراء بتروليون أكدوا لموقع شامل 24 أن مصر لن تتجه للغاز الإيراني وستتخلى عن شراء الغاز الإسرائيلي لكن الوقت ما زال مبكراُ.

 

 لم يؤلم المصريون مشهد النيران وهي تشتعل في أنبوب الغاز الطبيعي في شمال سيناء، بعد أن عرفوا أن العمل التخريبي الذي استهدف خط الغاز الطبيعي الذي ينقل الغاز إلى الأردن أدى إلى إغلاق خط الغاز الرئيسي الذي يزود إسرائيل بالغاز أيضا، والذي ما زال معلقا حتى الآن.

فالمصريون يعرفون أن الغاز الذي تنقله مصر إلى إسرائيل يكلف بلدهم الكثير، وهو بمثابة إهدار لثروات مصر، ويعتبره الخبراء في الوقت الحالي بمثابة فرصة كبيرة أمام المسؤولين لتعديل اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي إلى إسرائيل خاصة مع صدور حكم قضائي منذ أكثر من عام يلزم الحكومة المصرية بتعديل أسعار تصدير الغاز، لكنه لم ينفذ.

ويرى خبراء أن على الحكومة المصرية الحالية أن تتجه إلى تعديل تعاقد تصدير الغاز إلى إسرائيل بما يتماشى مع الأسعار العالمية، لأن هذا سيوفر للدولة مليارات من الدولارات، خاصة في الوقت الحالي الذي يعاني فيه اقتصاد مصر بسبب الاضطرابات السياسية.

 إهدار الغاز المصري

وتصدر مصر الغاز لإسرائيل بأسعار تتراوح بين 70 سنتا وحتى 1.5 دولار للمليون وحدة حرارية من خلال عقد يتيح لها تصدير نحو 25 مليار متر مكعب لمدة 15 عاما قابلة للتجديد لخمسة عشر عاما إضافية، ويتم التصدير من خلال شركة «غاز شرق المتوسط» (East Mediterranean Gas – EMG)، وهي شركة مشتركة تأسست في عام 2000 بنظام المناطق الحرة بمحافظة الإسكندرية.

وأسس الشركة حسين سالم، أحد المقربين للرئيس السابق حسني مبارك. وقام عام 2008 ببيع كل حصته لشركة «بي تي تي» التايلاندية ورجل أعمال إسرائيلي أميركي يدعى سام زل. وتمتلك الهيئة العامة للبترول المصرية حصة في الشركة تقدر بنحو (68.4 في المائة)، والشركة الإسرائيلية الخاصة «مرحاف» بنسبة (25 في المائة) وشركة «أمبال – إسرائيل» الأميركية بنسبة 6.6 في المائة، ويتملك الشركتين الأخيرتين رجل الأعمال الإسرائيلي يوسف مايمان، ضابط المخابرات السابق في الموساد.

 ويبلغ السعر العالمي للغاز الطبيعي حاليا نحو 3.79 دولار للمليون وحدة حرارية، وقامت الحكومة المصرية في 30 يونيو (حزيران) عام 2008 برفع أسعار توريدها للغاز الطبيعي إلى المصانع المصرية نفسها، في قرار حمل رقم 1795، ليصل إلى 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بالنسبة للصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، بينما أقرت برفع سعره للصناعات قليلة الاستهلاك للطاقة، تدريجيا على مدار ثلاث مراحل ليصل إلى 2.65 دولار.

حكم قضائي

وأصدرت المحكمة الإدارية العليا بمصر في فبراير (شباط) من العام الماضي، حكما نهائيا غير قابل للطعن باستمرار ضخ الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل، وإلغاء حكم سابق يقضي بوقف تصدير الغاز المصري إليها. وألزمت المحكمة الحكومة المصرية بوضع آلية للمراجعة الدورية لكمية الغاز المصدر وأسعاره خلال مدة التعاقد، مع إلغاء سقف الاسترشاد بسعر البترول الخام عند حد 35 دولارا للبرميل.

وطالبت المحكمة وزارة البترول المصرية بمراجعة الحدين الأدنى والأعلى لسعر الغاز المصدر إلى إسرائيل، طبقا لتطور وزيادة أسعار الغاز والبترول في السوق العالمية، وبما يتفق مع الصالح العام المصري، لأن التصدير بالأسعار الحالية من شأنه الإضرار بثروة مصر من الغاز الطبيعي باعتباره موردا طبيعيا حيويا، ويتعارض مع الصالح العام في ضوء أن الأسعار العالمية في صعود مضطرد بما يعني زيادة قيمة الغاز لصالح مصر وزيادة سعر التصدير.

وقال السفير السابق بالخارجية المصرية إبراهيم يسري، محرك الدعوى القضائية ضد تصدير الغاز إلى إسرائيل: إن لدينا حكما من المحكمة الإدارية العليا بتعديل سعر الغاز الطبيعي إلى إسرائيل، وبيعه لها بالسعر العالمي. وأضاف في تصريحاته إنه سيقوم بمخاطبة رئيس الوزراء الجديد عصام شرف لتعديل اتفاقية الغاز وإخطاره بحكم المحكمة السابق، لأن هذا سيحقق مليارات الدولارات لمصر من جراء هذا التعديل.

خسائر بالملايين

وتابع: «أرى خيرا في رئيس الوزراء الجديد، وأعتقد أنه سيقوم بما يحقق الصالح العام للمصريين، فرئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف لم يلتزم بأي أحكام قضائية، ووزير البترول الأسبق سامح فهمي أخذ الحكم القضائي ووضعه في أدراج مكتبه».

وأكد يسري أنه لم يأخذ إسرائيل في الحسبان حين رفع الدعوى، ولكنه وضع أمام عينيه ما تؤدي إليه تلك الاتفاقية من إهدار للمال العام والثروة القومية.

وأضاف: تخسر مصر 9 ملايين دولار يوميا من جراء تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل. يأتي ذلك في وقت يزداد فيه الطلب على الغاز الطبيعي في الداخل، سواء للمنازل أو للمصانع، فالأولى دائما هو تلبية احتياجات السوق المحلية.

وواصلت أمس نيابة أمن الدولة العليا طوارئ تحقيقاتها مع وزير البترول الأسبق سامح فهمي، في البلاغات المقدمة من عدد من خبراء البترول التي تتهم فهمي بإهدار المال العام في صفقات بيع وتصدير الغاز لإسرائيل و6 دول أوروبية أخرى بأسعار مخالفة للقانون، وقال فهمي أمام النيابة إنه وزير منفذ للسياسات، وليس صانعا لها، كما يحدث في الوزارات الأخرى، وبالتالي مهمته تقتصر على تنفيذ الاتفاقيات الداخلية أو الخارجية.

تعديل الأسعار

ويرى خبراء أن الوضع الحالي يسمح بتعديل الاتفاقية، خاصة أن إسرائيل ليس لديها بديل فوري لتعويض الغاز المصري الذي يغطي نحو 40 في المائة من احتياجاتها، وقال الدكتور عبد الله الأشعل، أستاذ القانون الدولي، إنه يجب الآن الاستمرار في إيقاف الغاز المصري إلى إسرائيل حتى يتم تعديل الأسعار لتتماشى مع الأسعار العالمية، مؤكدا أن الاتفاقية التي تمت في الوقت السابق هي اتفاقية بين مبارك، بشخصه، وإسرائيل، وليس بين مصر وإسرائيل.

وأضاف أن العقد الذي تم توقيعه يستند إلى بنود غير قانونية، كما أنه ليس التزاما دوليا على مصر في هذا المجال، فمن الممكن أن يتم إيقاف تنفيذ العقد حتى يتم تعديل بنوده. مطالبا بتشكيل لجنة من قبل رئيس الوزراء الجديد لدراسة هذا الأمر.

وعن إمكانية لجوء شركة «شرق المتوسط» إلى التحكيم الدولي لو تم تصعيد هذا النزاع، أكد الأشعل أن موقف مصر في هذا المجال قوي جدا، ولن تلجأ الشركة إلى التحكيم دوليا لأنها تعرف العواقب.

وتخشى إسرائيل من أن توقف مصر تصدير الغاز إليها، وطالب عدد من مسؤوليها الحكوميين بإيجاد بديل للغاز الطبيعي المصري، نظرا للاضطرابات التي تشهدها مصر في الوقت الراهن والتي أدت إلى تعليق إمدادات الغاز إلى إسرائيل‏.‏ وقال رمزي حلبي، الخبير الاقتصادي والمحاضر في جامعة تل أبيب في تصريحات تلفزيونية سابقة: إن استيراد الغاز من مصر يعني لإسرائيل الكثير، فخلال العشر سنوات الأخيرة، وبعد ارتفاع أسعار الغاز فإن استيراد الغاز من مصر يوفر على إسرائيل نحو 10 مليارات دولار سنويا، كما أن اتفاقية الغاز مع مصر ترغم باقي الشركات التي تتنافس على توريد الغاز إلى إسرائيل على تخفيض أسعارها.

 وقال لا يوجد بديل لإسرائيل عن الغاز المصري على المدى القصير، ولكن يمكن أن نعوض الغاز المصري خلال عام ونصف العام إلى عامين، بعد التنقيب عن حقول الغاز التي تم اكتشافها قبالة السواحل الإسرائيلية بالبحر المتوسط.

شريف اليماني

 

الحديث عن البترول والغاز في أرض فلسطين ليس حديثًا، فحتى قبل نكبة 1948 كانت شركة النفط العراقية Iraq Petroleum Company قد قامت

 

بعمليّات تنقيب عن النفط في قرية «حليقات» التي تبعد عن غزّة حوالي 15 كم، وبحسب صحيفة «همشكيف» العبرية في عددها الصادر بتاريخ 28 سبتمبر (أيلول) 1947، أن أكثر من 300 عامل عربي كانوا يعملون في المكان تحت إشراف مهندسين أجانب وكان يتوقّع العثور على النفط على عمق 12 ألف قدم.

 

هذه الحفريّات لم تستمرّ في حينها، فقد اندلعت الحرب ولكن ما إن انتهت الحرب حتى عادت عمليات التنقيب، وبحسب خُبراء من معهد «التخنيون» فقد سُجِّلت أكثر من 60 عمليّة تنقيب في البحر منذ عام 1970، وكانت النتيجة العثور على 930 متر مكعَّب من الغاز الطبيعي، وأغلبها يتركز مقابل شواطئ مدينة حيفا، وبكلمةٍ أدقّ في حقلي «تمار» وحقل «ليفياثان» ذي الشُهرة الأوسع والذي اكتُشف عام 2010 فقط!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...