شواذ حمامات رمسيس يخشون الشرطة

بات القلق يسيطر على المثليين في مصر منذ اقتحمت الشرطة ليلاً حماماً عاماً في القاهرة وأوقفت، أمام كاميرات محطة تلفزيونية خاصة 26 رجلاً اتهموا بأنهم مثليون.
ويخشى حسن شريف الطبيب البالغ 32 عاما من أن يكون هو ورفيقه الذي يقيم معه الضحيتين المقبلتين للقمع – حسب وصفه – الذي يستهدف المثليين في مصر والمطاردة التي باتوا هدفا لها بشكل متزايد خلال الشهور الأخيرة.
ويقول شريف، الذي تحدث بشرط أن يستخدم اسما مستعارا، “نعيش في خوف وقلق، في حياتي لم يخامرني شعور مماثل، الآن أخاف حتى وأنا في البيت”.
ولا يستطيع شريف أن يمحو من ذاكرته صور اقتحام الشرطة في السابع من ديسمبر للحمام العام في وسط القاهرة التي ظهر فيها المتهمون وهم نصف عراة يلفون أنفسهم بمناشف.
ويؤكد الطبيب المثلي أنه ذهب مرة إلى هذا الحمام، ولكنه ينفي المزاعم بأنه يشهد “حفلات جنس جماعي” و”تجارة بالجنس” وهي اتهامات وجهتها وسائل الإعلام وسلطات التحقيق لمرتادي المكان ولبعض المتهمين.
أوقف الرجال الستة والعشرون وأحيلوا إلى المحكمة بتهمة “ممارسة الفجور” اذ لا يوجد في القانون المصري نص يجرم المثلية الجنسية.
وكانت الصحافية منى العراقي التي بثت صور اقتحام الشرطة للحمام أكدت أنها أبلغت الشرطة عنه بعدما اكتشفت وجوده أثناء تحقيق كانت تجريه عن الإيدز والدعارة.
وهذه ليست الحالة الوحيدة. ففي نوفمبر قضت محكمة في القاهرة بحبس 8 شبان ثلاث سنوات بعدما ظهروا في شريط فيديو تم تصويره، وفقا للنيابة العامة، في “حفل زواج” بين مثليين.
وتستحوذ محاكمات المثليين على اهتمام كبير في مصر حيث ينظر المجتمع إليهم نظرة سيئة ويعتبر أنهم يقومون بممارسات غير أخلاقية وتتنافى مع الدين.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز البحوث الأميركي “بيو” في العام 2009 أن نسبة من يرون أنه ينبغي قبول المثليين في المجتمع المصري لا تتعدى 3%.
وتؤيد المرجعيات الدينية بقوة التدخل ضد المثليين. وقال وكيل الأزهر الشيخ عباس شومان “هناك فرق بين الحريات وبين الفوضى والانحلال وعندما يكون هناك فكر أو سلوك لا يقره الدين من واجب الدولة أن تمنعه وإلا فماذا يصنع رئيس الدولة وماذا تصنع الحكومة إذا لم يتدخلوا لمنع هذا”.
وتتحدث داليا عبد الحميد الخبيرة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وهي منظمة حقوقية غير حكومية عن “قمع ممنهج” للمثليين، مشيرة إلى أنه ألقي القبض على أكثر من 150 شخصا منذ نوفمبر الماضي لاتهامهم بالفجور أو ممارسة الدعارة.
وتقول عبد الحميد إن “الدولة تريد أن تثبت أنها إسلامية أكثر من الإسلاميين وأنها حامية الأخلاق في المجتمع”.
ويعرب شريف، الذي يعيش مع رفيقه منذ سبع سنوات، عن أسفه لتشتت المثليين ويقول “كنا من قبل نذهب جميعاً إلى الحفلات نفسها ونتردد على الأماكن نفسها ولكننا الآن نجتمع في مجموعات صغيرة”.
وتقول بثينة حليم – اسم مستعار- وهي كاتبة مثلية في الرابعة والثلاثين إن حملة التوقيف الأخيرة مثيرة للقلق.
وتضيف حليم التي أبلغت أصدقاءها أنها مثلية عندما بلغت الثامنة عشرة ولكنها ترفض الحديث في الموضوع مع أسرتها رغم علمها بالأمر.
وتعتبر حليم أن مستقبل المثليين في مصر “بالغ الأسى” وتلخص بعبارة واضحة الوضع قائلة: “أن تكون مثليا في مصر يعني أن تكون في حالة صراع مستمر ليس فقط من أجل التكيف مع المساحة التي تتيحها لنا الدولة ولكنه صراع داخلي كذلك لتؤكد لذاتك أن لك الحق في أن تمتلك جسدك”.