تشطيب الحوض والمشاعر المؤجلة

الست مطلوب منها خمسين وستين حاجة، وأي حاجة منهم بتقع بتقوم الدنيا وما بتقعدش، عادي يعني احنا مجتمع بيقف إجلالاً للرجل، لمجرد أن نوعه في البطاقة رجل، وبالمناسبة الستات هي اللي عملت كدا عادي يعني.
في المدن الساحلية في مصر، الستات بتركز قوي في غسيل الجارة الجديدة، وتقدر الواحدة منهن بطلة واحدة تعرف إذا كانت العروسة دي نظيفة ولا مش نظيفة حسب التعبير الشائع.
في العادي بقى بتقوم بالدور دا الحماة، تيجي الحماة تبص على لبس ابنها طبعاً ما بتفكرش في الـ 900 حاجة اللي بتعملهم زوجة الابن، بتشوف بس إن الغسيل مش نظيف، وطبعاً دي حاجة مش لطيفة على مستويين
المستوى الأول:
يا عزيزتي الزوجة، إن زوجك يبقى لبسه مش نظيف دا باب مفتوح للحرب الخفية عليك، واللي هتفوقي فيها على تهميش دورك وست تانية واخدة نصيب الأسد فيه، تخيلي مثلاً زميلك في الشغل جاي قميصه فيه زرار مقطوع، ولا الياقة متسخة، النميمة ساعتها هتشتغل، «وشوفتوا مراته بتسيبه ينزل كدا»، ولو مفيش نميمة ممكن واحدة فيكم أيتها الزميلات ترمي كلمة كدا ولا كدا، كل واحدة فيكم وهي بتنم مش بتشوف نفسها في نفس الموقف.
المستوى التاني:
أمر بصري، تعويد العين على رؤية الجمال بتحصل من التفاصيل الصغيرة، الغسيل، ترتيب البيت، طريقة تجهيز السفرة، وضع الأكل في الأطباق، دي كلّها حاجات صغيرة وإنما لها أثر ممتد.
إمتى الزوجة بتبدا تشتكي؟
في العادي ضمن جينات النكد، فيه جينات خاصة بالمرأة الشكاءة، يعني الست لازم تشتكي وخلاص، اتساقًا مع المثل القائل الشكوى رؤى، فيعني قعدة الستات لازم يتضرب فيها كام شكوى من الزوج، وكل واحدة بقى وتفاصيلها، وكام شكوى عن مرض العيال، والدرجات والمصاريف، وكل الأمور تصلح لتكون مادة شكائية متميزة، دا لو اتكلمنا عن الشكوى بين الستات بشكل عام.
الشكوى اللي بجد بقى بتبدا إمتى؟، المفروض إنها مع السنة التانية جواز، دا في الظروف العادية، لكن لو واحدة متجوزة واحد مش عاجبها، الشكوى هتبدا من قبل كدا بكتير.
ليه يعني.. اشمعنى السنة التانية؟
شوفوا يا ستي ويا سيدي، الست في أول الجواز تبقى متقمصة شخصية الجارية، وست البيت اللي عايزة تلم الدنيا في منديل وتجيبها لزوجها/حبيبها في اللحظة دي، وبالتالي بتقوم بكل حاجة بنفسها، يعني فيه بعض الأزواج بيساعدوا في مشوار السوبر ماركت وطبعاً مش كتير، دول الاستثناء، وبرضه فيه رجالة بتروح السوق، دايماً فيه كل حاجة، لكن احنا بنتكلم عن الأمور الأكثر شيوعاً.
الست المتفانية تقريباً بتعمل كل حاجة لوحدها وهي حاسة بسعادة، أو متأففة بس بتخبي، بس يا ستي تلبس بقى في الحيط، لأن خلاص الشراكة الزوجية حصلت وتم توزيع المهام ضمنياً، حضرتك حطيتي بنفسك التوصيف الوظيفي بتاعك اللي هتتحاسبي عليه بعد كدا، ومحدش هيفوت لك أي تقصير.
أنت أيها الزوج العزيز ترجع من شغلك، تاكل وتتفرج على التليفزيون وأي اهتمامات أخرى، وهي حتى لو بتشتغل مسؤول منها كل حاجة، وهي طبعاً اللي لبست نفسها.
بعد السنة الأولى أغلب الأزواج بيكون ربنا رزقهم بطفل/طفلة، في أول كام شهر المساعدات الخارجية بتحصل، ماما حماتك أختك، المهم فيه ناس بتساعد وتشيل، شوية وكل واحد بيروح بيته وأنت أيتها الزوجة العزيزة والأم اللطيفة بقت عندك مسؤوليات أكتر، وبلاوعي تتراجع مكانة الزوج للمكانة التانية ويحل الطفل في المرتبة الأولى.
هل الزوج بيشتكي؟
في العادي الأزواج بيتعاملوا مع الحكايات دي أنه دا العادي، ولو فكّر راجل أنه يحكي لصاحبه عن مراته ولا العيال، التاني هيرد عليه ويقوله يا عم عادي، كبر دماغك هم الستات نكديات في العادي.
الرجالة كمان عندهم موضوعات أكتر بكتير من الستات، بيتكلموا في الكورة والسياسة، والشغل، مواضيع الكورة دي ممكن تاخد سنين وما تخلصش، فعادة الرجل مش بيشتكي بشكل عام، الرجل الشكاء استثناء، بس برضه اللي لابس في القصة كلها الست، وهي برضه اللي عملت كدا في نفسها.
فاكرين في فيلم أم العروسة، فيه مشهد عماد حمدي لابس المريلة وبيشطب الحوض، في حين أن تحية كاريوكا كانت بتستعد لجلسة حميمية معاه، المشهد دا كان له مقدمات كتير، كان فيه مشهد تاني، عماد حمدي/الزوج بياخد اللبن من اللبان وبيسخنه، ومشهد تالت وهو واقف بيكوي الهدوم بتاع البيت، نلاحظ هنا أنه مش بيكوي هدومه لوحده وإنما بيكوي هدوم البيت.
يا ست المتفانية، الحب مش إنك تشيلي كل المسؤوليات وإنك تعملي كل الحاجات، الحب مش دا خالص، المشاركة في الأفعال دا نوع من الحب، أي ست تقدر تخلّي زوجها يساعدها، والأمور دي تحصل بشكل لطيف، إيه المانع انكم تتكلموا وإنتي بتغسلي الأطباق، ويساعدك في أنه ينشفهم أو يعمل حاجة في المطبخ، يعملكم حاجة تشربوها مثلاً.
تقدري تدفعي زوجك لمشاركتك من غير ادعاءات لها علاقة بالمساواة وأنكم زي بعض، وأي كلام بيترمي فى الموضوعات اللي زي دا، فيه أعمال في البيت الراجل يقدر يساعد فيها، وفيه رجالة بتحب تقف في المطبخ، ورجالة معندهاش مشاكل في أنها تشيل الأطباق الفاضية بعد الأكل، أو أنها تحضر الأكل.
لكن طبعاً الغالبية العظمي من الستات مش بتعمل كدا، بتشيل كل حاجة، فطبيعي جداً الرجل يعتاد الأمر، واللي يلاقي دلع وما يدلعش غضب الله عليه، جاية بقى حضرتك بعد كام سنة جواز تشتكي أنك عاملة زي الماكنة في البيت؟؟.
الراجل مش بيقدّر
دي الجملة المعتادة على لسان الست، هي مش حاسة إن جوزها مش بيقدّر تعبها، وفي حالات كتير هو فعلا مش مقدّر، ودا أمر طبيعي جداً، كام راجل وقف ينشر الغسيل؟؟، كام راجل بيمسح الأرض في بيته؟، كام راجل وقف شطب الحوض، وكان بيتابع الأكل على النار، ويمكن كمان فيه طفل بيطل عليه كل شوية؟.
ما تطلبيش من زوجك إنه يقدّر تعبك لأنه ما عرفهوش، وحضرتك بتفانيك وقلة وعيك، بتبعديه وبعدين تيجي تشتكي، طيب ومين اللي عمل كدا يا ست هانم مش حضرتك برضه؟.
نرجع تاني لموضوع الغسيل.. ستات كتير مش بتاخد بالها إن لبس جوزها فيه بقعة، أو نظافته مش بالدرجة الكافية، اللون الأبيض بعد شوية بيبقى ترابي وكالح، نفكر شوية أبعد من حماتك اللي هتنكد عليك ومش هتضيع فرصة ما تتريقش على غسيلك، ولا هنتكلم عن زميلات العمل اللي هينموا، لكن هنتكلم بشكل نفعي جداً.
مظهر الزوج جزء من نجاحه فى عمله، خلينا ناخد مثال بسيط، لو جاي لك سباك لابس نظيف جداً، أنيق باختصار، رأيك فيه هيكون إيه؟هتدفعي له أزيد من العادي ولا لأ؟.
وبالتالي الزوج لما بيكون لبسه أنيق دا بيعمل له صورة مميزة في شغله، ويدّي ثقة في عمله، فلو هو محاسب مثلاً، هتبقى العملاء وزملاؤه واثقين في عمله، لأنه ببساطة شخص أنيق مهتم بمظهره، وطبعاً هتاخدي نصيبك من المدح حتى لو مش بشكل مباشر لك.
الأمانة المفرطة بأن حضرتك تحطي الهدوم في الغسالة من غير ما تقلبي فيها، وفي الآخر تغسلي ورق مهم وفلوس وخلافه، دا مش أمانة ولا محافظة على خصوصية الزوج دا شكل من أشكال عدم الاهتمام.
الغسيل والتنظيف وكل الأمور اللي بتطحنك في ماكنتها بتخليكِي تنسي أنك تقعدي جنب جوزك وفي حضنه وتتكلموا في أي موضوع، يعمل حالة وصل ويديم العلاقة الزوجية فترة أطول، لا الغسيل هيخلص، ولا الأطباق هتخلص، أشغال البيت مصادر متجددة لضياع الوقت والإرهاق، ولأنك ارتضيتي تشيلي الليلة كلها لازم تاخدي بالك إن فيه أمور أهم بتأجليها.
وافتكري مشهد سعيد صالح مع كريمة مختار في العيال كبرت، وهو بيقولها والراجل اللي قنيكي دا مالوش حاجة؟.
وكريمة مختار أكثر ست قدمت الزوجة المطحونة واللي بتهمل جوزها لغاية ما ينشغل بواحدة تانية، سمعت نفس الكلام من عادل إمام في فيلم الراجل الذي فقد ظله.