مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية

اهتم كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الجمعة بعدد من الموضوعات التي تهم القاريء من بينها اكتمال خارطة الطريق بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، ونفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له، بأن أردوغان تربطه علاقة وثيقة بتنظيم «داعش» الإرهابي، وكذا ما تنشره الصحف ووسائل الإعلام حول تغيير شبابنا لجنسياتهم أمام البحث عن فرصة وأن هؤلاء الشباب مخترعون صغار أو أصحاب مواهب في كل المجالات.
فمن جانبه، تناول الكاتب فهمي عنبة رئيس تحرير صحيفة الجمهورية في مقاله الصادر صباح اليوم الجمعة الحديث عن اكتمال خارطة الطريق وبناء مؤسسات الدولة التي كانت غائبة بعد أن أصبح لدينا مجلس نواب منوط به وضع تشريعات لمصر المستقبل .. وتنقية عشرات القوانين العتيقة.. ومراقبة الحكومة والجهاز التنفيذي.. والأهم هو التعبير عن أراء ومطالب الشعب الذي انتخبهم.
وشدد على ضرورة دراسة هذه الانتخابات من جميع الأوجه.. ابتداء من قوانين مباشرة الحقوق السياسية وعزوف العديد من المواطنين عن المشاركة والأهم هو إيجاد سبيل لوقف عمليات الرشاوى الانتخابية وسيطرة المال السياسي على الأجواء حتى أن الصوت في بعض الدوائر تجاوز الألف جنيه.. مما جعل الناس يتساءلون لماذا يدفع المرشح كل هذه المبالغ.. وكيف سيستردها؟.
ورأى أن مجلس النواب الجديد.. سيكون من أهم البرلمانات في تاريخ الحياة السياسية المصرية التي بدأت عام 1882 وعلينا مساندة النواب بتفريغهم لمهامهم الملقاة على عاتقهم وعدم إرهاقهم في طلبات شخصية من أهالي الدائرة فهذه ليست المهمة الرئيسية لعضو البرلمان.
وطالب الكاتب الناجحين بعدم استغلال الحصانة إلا في مكانها الصحيح ووفقا لما خصصت له وهو حماية العضو من بطش الحكومة أو ممن يتصدى لانحرافاتهم وعدم محاسبته عن ممارسته للديمقراطية تحت قبة البرلمان.. ولم تشرع الحصانة للهروب من المخالفات أو خرق القانون.
وأكد أن تصرفات الأعضاء الواعية.. وطريقة ممارستهم لمهامهم.. وإلمامهم بالتحديات التي تواجه البلاد.. ستكون كفيلة بتغيير الصورة الذهنية السلبية لدى معظم المواطنين عن نواب القروض والقطط السمان وغيرهم.. وحسن الأداء تحت القبة سيجعل الناس يستعيدون الثقة في الحياة السياسية والنيابية.. وتدفعهم للعودة مرة أخرى للمشاركة بإيجابية حتى لا نرى لجان الانتخابات خاوية مرة أخرى.

فيما تناول الكاتب محمد بركات الحديث في عموده الصادر صباح اليوم بصحيفة الأخبار عن نفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتهام المحدد والواضح والمباشر الذي وجهه إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أكد فيه بوتين أن أردوغان تربطه علاقة وثيقة بتنظيم «داعش» الإرهابي، وأنه يحصل على البترول السوري والعراقي ومشتقاته من التنظيم ويقوم بتسويقه والإتجار فيه.
ولفت الكاتب إلى المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقدته وزارة الدفاع الروسية في العاصمة موسكو، وكشفت فيه النقاب عن الأدلة والبراهين التي تثبت أن الرئيس التركي وأسرته، «ابنه وصهره» تربطهم أنشطة تجارية مع التنظيم الإرهابي «داعش»، وأنهم يتاجرون في البترول العراقي والسوري الذي يسرقه التنظيم الإرهابي.
وأكد أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها العالم، وليست روسيا فقط، عن علاقة «أردوغان» بتنظيم «داعش»، مشيرا إلى ما سبق وأعلنته العديد من أجهزة الإعلام والصحافة الأمريكية والبريطانية عن أن التنظيم نشأ وترعرع بأفكار وخطط ولأهداف أمريكية وغربية وبرعاية تركية وقطرية.
كما أكد أن إنكار أردوغان هو المتوقع منه دائما، لافتا إلى أن وعده بالاستقالة لن يحدث ولن يفي به أبدا، حتى ولو ضبط متلبسا في أحضان «داعش».

بينما تساءل الكاتب فاروق جويدة في مقاله الصادر صباح اليوم الجمعة بصحيفة الأهرام متى نواجه الحقيقة ونعترف أن شبابنا لم يعد يجد المكان المناسب والعمل المناسب والحياة الكريمة أمام اختلال منظومة العدالة وطغيان فئة من الناس على مستقبل أجيال كاملة؟.. مبديا استغرابه أن البعض مازال يتحدث عن ثوابت قديمة وحكايات عن الانتماء الغائب ومشاعر صادقة عن الارتباط بالأرض وحب الوطن وهذا العشق الأزلي الذي كان يميز الإنسان المصري في كل الأزمنة والعصور.
ورأى الكاتب أن كل هذه الثوابت تراجعت أمام قسوة الظروف واختلال القيم وقبل هذا كله افتقاد العدالة.. مشيرا إلى ما تنشره الصحف ووسائل الإعلام حول تغيير شبابنا لجنسياتهم أمام البحث عن فرصة وأن هؤلاء الشباب مخترعون صغار أو أصحاب مواهب في كل المجالات.
ونبه إلى أن الانتماء قد غاب أمام ثقافة قامت على الأنانية والجشع وحب الذات في فن هابط وغناء ساذج ومسلسلات نشرت الجرائم والفساد وحاصرت الأجيال الجديدة بمفاهيم هابطة فغاب الوعي وتراجعت كل وسائل الفهم والتمييز.
وطالب الكاتب بضرورة دراسة أسباب هذه الحالات الفردية التي جعلت بعض شبابنا يبحث لنفسه عن مستقبل بعيدا عن وطنه حتى لو تغيرت جنسيته وحمل جواز سفر آخر.. لافتا إلى أن هذا يعنى أن للظاهرة أسبابها الموضوعية التي تحتاج إلى نظرة شاملة للواقع المصري كله.
وأكد أنه لا يمكن الحديث عن هجرة الشباب دون أن نقترب من الأسباب الحقيقية وحين تتوافر الظروف المناسبة لتحقيق أحلام هؤلاء الشباب فلن يرحل منهم أحد ولن يستبدل جواز سفره بجنسية وطن آخر.. مشددا على أنه قبل أن نلوم الشباب.. يجب أن نلوم الواقع البغيض الذي فرض عليهم ما لا يحبون.. وليجلس كل واحد منا في أماكنهم حتى يدرك حجم المأساة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...